تلخيص كتاب حى بن يقظان ( الحلقة السادسة عشر )

 وبعد تأملاته حكم بأن الروح الموجودة فى كل نوع شئ واحد وأنه لم يختلف إلا أنه انقسم فى قلوب كثيرة وأنه لو تمكن من تجميع كل ما افترق فى تلك القلوب وجعله فى وعاء واحد لكان كله شيئاً واحداً ، فهذا الشئ كالماء هو واحد ولكن يمكن أن تفريقه فى أوان كثيرة ويمكن بعد ذلك تجميعه وهو فى حالة تفريقه أو تجميعه شئ واحد .

ثم أنه كان يحضر أنواع الحيوان كلها فى نفسه ويتأملها فكان يراها تتفق فى أنها تحس وتتغذى وتتحرك بالإرادة إلى أى جهة تشاء ، وكان قد علم هذه الأفعال هى أخص أفعال الروح الحيوانى ، وأن سائر الأشياء التى تختلف بعد هذا الإتفاق ليست شديدة الاختصاص بالروح الحيوانى .

فظهر له بعد هذا التأمل أن الروح الحيوانى الذى يخص كل جنس الحيوان واحد بالحقيقة - وان كان فيه اختلاف بسيط إختص به نوع عن نوع آخر - بمنزلة الماء الواحد المقسوم على أوانى كثيرة بعضه أبرد من بعض ، وهو فى أصله واحد ، وبهذه الطريقة رأى الجنس الحيوانى .

لقرأة باقى الحلقات اضغط هنا 

أحمد البوهى